maya
{{ عضو فعال }}
عدد الرسائل : 39 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 20/08/2007
| موضوع: المنتصر بلا غرور الخميس 23 أغسطس 2007, 9:34 am | |
| حسن نصرالله.. المنتصر بلا غرور
لاحظ أنني ذكرت كلمة الحب بصيغة الجمع، لأنّ حبي له يشاركني فيه ملايين من المصريين والعرب في كل مكان، وأعتقد أنّ الأمين العام لحزب الله اللبناني يأتي في المرتبة الأولى بلا منازع في حب الناس له بين كل القادة العرب، رغم أنه ليس زعيماً مثلهم، ولا يشغل منصب رئيس الدولة، ولا يملك أجهزة إعلام تسبّح بحمده وتهلل له، بل تجد تلفزيون "المنار" الذي يملكه غاية في الموضوعية بعيداً عن التهليل للقائد والإشادة بعبقريته. وأول سبب لحبي له أنني رأيته إنساناً صادقاً، فهو مثلاً يدعو الشباب الى الجهاد والإستشهاد، وكان القدوة في ذلك، حيث قدّم ابنه وفلذة كبده شهيداً للإسلام، وسقط وهو يزود عن الوطن على الحدود مع الصهاينة. ورفض الأب أن يتقبل العزاء، بل كان فرحاً لأنّ ابنه تنطبق عليه الآية الكريمة: {ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يُرزقون}. وإذا انتقلنا الى حياته الشخصية نجد أنه قدوة كذلك، وهو بذلك يختلف عن عرفات والسلطة الفلسطينية، وعليهم جميعاً شبهات كثيرة تتعلق بالفساد والإفساد. وهو في حياته متواضع وبسيط، وليس عنده أولاد يعملون في "البزنس" أو أقارب لا تعرف على وجه التحديد مصدر ثروتهم، بل تجد كل مَن حوله مستقيماً مثله ويخضع لقانون الدولة، بعكس ما تراه عيناك في العديد من الدول العربية، حيث حكم الزعيم الأوحد والبلد "عزبة" له ولأتباعه وأقاربه والمنتفعين منه من أهل النفاق وماسحي الأحذية، ومعظم هؤلاء في عداد "المليونيرات" نجحوا في تكوين ثروات طائلة في غيبة القانون، ولا أحد يتحرك لمحاسبتهم إلاّ إذا أصبحوا مسؤولين سابقين، يعني فقدوا الدعم الرسمي لهم؛ وهذا الفساد الضارب أطنابه تجده في معظم البلدان العربية لا فارق بين أنظمة ملكية وأخرى جمهورية، بل تراه كالمرض الخبيث يسري من المحيط الهادر الى الخليج الثائر بتعبير "صوت العرب" أيام الأناشيد الحماسية التي أودتنا الى التهلكة، أو مصيبة 1967 التي كانت من ورائها عقلية "أمجاد يا عرب يا أمجاد". ومن هنا رأينا شعبية السيد حسن نصر الله في القمة عند الشعوب المستضعفة التي تشكو من جور حكامها وفسادهم، فهو بمثابة الأمل أو المثل الأعلى، يعني خيبة العرب جعلتهم يتعلقون به أكثر باعتباره القدوة التي يتطلعون إليها وعندما تكون عندنا حكومات محترمة فقد يهدأ هذا الإنبهار بالسيد العظيم. ومن أسبابه أنه لا يوجد في وطننا العربي المنكوب مَن يراه الناس قدوة لهم فيلتفّون حوله بقلوبهم، ويؤيدونه طواعية، بل الحب مفروض علينا على طريقة "بالروح بالدم نفديك يا ريس". وأخيراً أقول: إنّ حب السيد حسن نصر الله لا يمكن أن يكفيه مقال واحد. -------------------------------------------------------------------------------- سالم مشكور 7-2-2000 يوم أبلغه رفاقه باستشهاد ولده البكر "هادي" في مواجهة مع القوات الإسرائيلية، كان رده الوحيد، أن طلب منهم تركه وحده في مكتبه لدقائق معدودة. وخلف الباب الموصد، لم يبكِ السيد "حسن نصر الله"، كما أفصح فيما بعد، بل خلا إلى نفسه، واستجمع كل قواه وقيمه ومفاهيمه التي أوصلته إلى هذا المقام. بعدها خرج لتلقي تعازي الوفود الشعبية، يومها، كتب أحد الصحافيين اللبنانيين ممن اعتادوا مهاجمة نصر الله وحزب الله، يقول: "مهما اختلفنا معك، لا نملك إلا أن ننحني أمامك، فليس عاديًّا في زماننا أن يقدم زعيم سياسي حزبي، ابنه لخوض قتال ضد إسرائيل، إلى جانب باقي المقاتلين". لكن السيد حسن نصر الله أعاد للأذهان صورة القائد الإسلامي، الذي لا يميز نفسه وأهله عن باقي الأمة، في واجباتها ومسؤولياتها. في أحد أحزمة البؤس حول بيروت، حي الكرنتينا، عاش الشاب الصغير حسن نصر الله، ابن عبد الكريم نصر الله القادم من الجنوب اللبناني المحروم، كان متديناً منذ صغره، هادئاً خجولاً، لكنه كان شرساً في رفضه أي مزاح يمس الدين أو الذات الإلهية، ولطالما تخاصم مع رفاقه إلى حد القطيعة، بسبب هذه المسائل رفاقه كانوا موزعين بين شيوعيين وناصريين وبعثيين وقوميين في وقت كان لبنان يغلي بالتحزب والتيارات المتصارعة التي اشتبكت فيما بعد في حرب أهلية طويلة. عند ذاك، كانت شخصية الإمام موسى الصدر تلفت انتباه حسن نصر الله، الذي تابع خطبه في الكنائس والمساجد والساحات العامة، والتي تركز على الإنسان والإيمان والوطن والكرامة والتنمية. ويبدو أن شدة إعجاب نصر الله بالإمام الصدر، أنتجت فيما بعد، خصالاً لدى " السيد" شبيهة لما كان عند الصدر، خصوصاً كاريزما شخصيته (الحضور الطاغي للشخصية ولو لم يتكلم)، وقوة التأثير في الخطابة. ومع بداية الحرب الأهلية، يعود حسن نصر الله إلى مسقط رأس العائلة في مدينة البازورية في الجنوب اللبناني؛ ليعايش هناك الحرمان ولتظل عيناه على الكرنتينا، التي شهدت مجازر مروعة. وبفعل تأثره بالإمام الصدر، ينضم نصر الله إلى "حركة أمل " التي سبق وأسسها الصدر؛ ليبدأ حياته التنظيمية التي شكلت فيما بعد، قاعدة لعمله في حزب الله . في العام 1976، و كان عمره 16 عامًا فقط سافر حسن نصر الله إلى مدينة النجف في العراق؛ حيث مركز المؤسسة الدينية الشيعية (الحوزة) ليبدأ مرحلة الدراسة الدينية، وهناك انصرف كليًّا إلى العقيدة في فطرتها الأولى، لا لهو و لا لعب و لا خروج و لا سفر، وهي أمور لا وجود لها في أجواء الحوزة في النجف. انكب على الدراسة كاشفاً عن نبوغه فيها، وهناك تعرف على السيد عباس الموسوي البقاعي الذي أصبح أستاذه وملهمه، زعيم الحزب آنذاك. المرحلة الأولى من الدراسة والتي تحتاج عادة إلى أربع أو خمس سنوات، أنجزها نصر الله في سنتين فقط، وهو دليل نبوغ طلاب العلم هناك. بعدها عاد إلى لبنان مزهواً بتفوقه العلمي. وفي منطقة بعلبك، واصل نصر الله دراسته في مدرسة أسسها السيد عباس الموسوي، تعتمد مناهج مدرسة النجف نفسها. وإلى جانب ذلك أصبح مسؤولاً تنظيميًّا في حركة أمل، بمنطقة البقاع. لكن وهج الثورة الإسلامية الإيرانية، أفرز واقعاً جديداً في أوساط الشيعة في لبنان، وحركة أمل تحديداً، التي شهدت خطين؛ الأول: يريد الانخراط في اللعبة السياسية اللبنانية، والثاني: واظب على تلقي العلوم الدينية وفتح خطاً عقائديًّا مباشراً مع إيران، فحصلوا منها على دعم معنوي ومادي كبير، غداة الاجتياح الإسرائيلي عام1982، وتوسع الشرخ بين التيارين، في حين انضم زعيم التيار الأول، نبيه بري إلى هيئة الإنقاذ الوطني إلى جانب بشير الجميل، أما التيار الثاني فباشر العمل باتجاه مغاير تماماً، انتهى إلى تأسيس " حزب الله " وبدأ العمل ضد الاحتلال الإسرائيلي. وظهرت ثقافة الاستشهاد، والجهاد في سبيل الله، عنواناً للعمل ضد إسرائيل، دون أن تترك هذه المجموعة مهمة التثقيف الديني التعبوي. وبين عامي 82 و 89، كان السيد حسن نصر الله، رجل المهمات التنظيمية بامتياز، عكف على بناء الكوادر وتعليمها وتحضيرها للمقاومة والجهاد وترسيخ مفاهيم محاربة الظلم وإحقاق الحق. يقول مقربون منه: إنه كان دائم القول: "إن إسرائيل قوية في أذهاننا فقط، وعندما نسقط هذا الوهم ونستخدم القوة الكامنة فينا ستجد أن هذا الكيان الذي اسمه إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت". أواخر الثمانينيات، سافر نصر الله إلى قم في إيران؛ حيث ثاني مركز ديني تعليمي، يومها قال كثيرون: إنه نأى بنفسه عن سجالات حامية داخل أوساط حزب الله حول سياسة الحزب الإقليمية والمحلية، إلا أن آخرين يقولون: إن نصر الله مرّ بفترة تحضير نسج خلالها علاقات وثيقة مع إيران وسوريا، ساهمت فيها شخصيته الجادة وتجربته الحزبية، رغم صغر سنه. ولم يكن آنذاك قد تجاوز عمره الثلاثين، كان يرى أن " علاقة إيرانية- سورية متينة ستوفر لحزب الله أفضل الظروف للعمل ". وقد أثبتت الأحداث صحة تحليله. عام 1992، يصل السيد حسن نصر الله إلى زعامة حزب الله، بانتخاب من قبل " مجلس الشورى " في الحزب، إثر استشهاد السيد عباس الموسوي على يد قوة إسرائيلية محمولة جوًّا هاجمت موكبه في الجنوب. لم يكن نائبًا للأمين العام للحزب، وكانت أصغر أعضاء مجلس الشورى سنًّا، إلا أنه انتخب أميناً عاماً. وبدأت بصماته تظهر واضحة على نهج الحزب وسياساته، فهو الذي أطلق سلاح الكاتيوشا في الصراع مع إسرائيل وهو الذي وضع نظرية " توازن الرعب " التي أعجزت الإسرائيليين ودفعتهم إلى توقيع اتفاق نيسان الذي يعترف بحق المقاومة في قصف جنود الاحتلال ومواقعهم إذا بادرت إسرائيل بالاعتداء بعد ثمانية عشر عاما من تأسيس الحزب، وقف حسن نصر الله أمام أكبر حشد جماهيري يشهده الجنوب المحرر، مزهواً بالنصر، لكنه الزهو الخالي من أي غرور. لم ينسَ في مستهل خطابه أن يتذكر قدوته الأولى الإمام موسى الصدر، ودوره في إطلاق شرارة المقاومة، ولربما أراد القول، دوره في تكوين هذه الشخصية اللامعة . لم يصدر عن السيد حسن نصر الله ما ينم عن وجود بذور للغرور، ففطرته وتربيته الدينية يحولان - كما يبدو - دون ذلك. ما زال يعتبر الطريق طويلا، فالانتصار في معركة، لا يدفع إلى الارتخاء، بل هناك معارك أخرى ربما ليست عسكرية، بل معارك تنمية وبناء الإنسان، وهذه رسالة الإسلام كما يؤكد دوماً. | |
|
SHAFIE
{{ *عضو نشيط* }}
عدد الرسائل : 51 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 17/08/2007
| موضوع: رد: المنتصر بلا غرور السبت 25 أغسطس 2007, 5:06 pm | |
| قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الله يبعث فيكم كل مائة عام من يعيد شباب الامة) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
فربما يكون هذا الرجل الذى اخبرنا به رسول الله | |
|