maya
{{ عضو فعال }}
عدد الرسائل : 39 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 20/08/2007
| موضوع: مشروع الاوسط الجديد الخميس 23 أغسطس 2007, 9:33 am | |
| مأزق أمريكا ومشروع الشرق الأوسط الجديد بعد أن ملأت إدارة الرئيس الأمريكي "جورج بوش" المنطقة والعالم خلال غزوها واحتلالها للعراق بالحديث عن الشرق الأوسط الكبير والشرق الأوسط الواسع، وجذبت معها إلى هذا الطريق بقية الدول الثمانية الصناعية الكبري »إنجلترا ـ فرنسا ـ ألمانيا ـ إيطاليا ـ روسيا ـ كندا ـ اليابان« والاتحاد الأوروبي، عادت مع الغزو الإسرائيلي »الأمريكي« للبنان للحديث عن »الشرق الأوسط الجديد«. وقد اختارت »كوندوليزا رايس« وزيرة الخارجية الأمريكية الإعلان عن دعوتها لاقامة »شرق أوسط جديد« من تل ابيب، وعقب زيارتها المفاجئة لبيروت ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، وقبل لقائها »أيهود اولمرت« رئيس وزراء إسرائيل، قالت رايس: »أن الوقت قد حان لشرق أوسط جديد.. تنتعش فيه الديمقراطية ويتغير فيه الوضع السابق عندما كانت دمشق وطهران تحددان ميزان القوي«، وأكدت دعم الولايات المتحدة للقصف والغزو الإسرائيلي للبنان، رابطة بذلك بين الشرق الأوسط الجديد والحرب الإسرائيلية الأمريكية ضد لبنان، الناس والمقاومة والبنية الأساسية. ومشروع الشرق الأوسط »الجديد« هو تطوير لمشروع الشرق الأوسط »الكبير« الذي مهد له الرئيس الأمريكي بوش في خطاب له في 6 نوفمبر 2003 أمام »الصندوق القومي للديمقراطية« ركز فيه علي الشرق الأوسط وغياب الديمقراطية في عديد من دوله وبعضها له »أهمية استراتيجية عظيمة« بالنسبة للولايات المتحدة، وربط بين تحقيق تحول ديمقراطي في هذه الدول وبين فرض صلح عربي ـ إسرائيلي شامل والقبول بإسرائيل في المنطقة والتطبيع الكامل معها، والتحول الاقتصادي الاجتماعي العاجل نحو اقتصاد السوق، وتغيير مناهج التعليم لتنقيتها من ثقافة التحرر الوطني والأفكار القومية، وطرحت الولايات المتحدة مشرعها للشرق الأوسط الكبير علي الدول الصناعية الكبري الثماني في مقدمتها التي عقدت في »سي ايلاند« بولاية جورجيا الأمريكية في يونيه من نفس العام وتبنته القمة. وفي الطريق من مشروع الشرق الأوسط الكبير ـ أو الواسع ـ إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد قامت الولايات المتحدة بغزو العراق واحتلاله، وإطلاق يد إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، ثم تدمير لبنان وغزو الجنوب اللبناني. ورغم أن الشرق الأوسط الجديد من وجهة النظر الأمريكية مازال غير محدد المعالم بدقة، إلا أن مصادر رسمية أمريكية وأجهزة إعلامية تقول أن هذا الشرق الأوسط لا مكان فيه للمقاومة »الإرهاب من وجهة نظرهم« ولا لقوي الرفض أو الاعتراض أو المعارضة النضالية للسياسات الأمريكية، أو العداء والرفض لإسرائيل. ويقول الكاتب اللبناني عادل مالك أن الشرق الأوسط الجديد هو « مزيج بين الامركة والاسرلة ». ويتطوع جنرال أمريكي متقاعد اسمه »رالف بيترز« برسم خريطة للشرق الأوسط الجديد المفترض، نشرها في جريدة القوات المسلحة »آرمد فورسيز جورنال« وتعيد الخريطة رسم حدود دول المنطقة وفك بعض الدول وإعادة تركيبها وإنشاء دول جديدة علي اسس دينية وطائفية ومذهبية وإثنية وقومية، فالخريطة تقيم دولة كردية تضم أكراد العراق وإيران وتركيا وسوريا والأراضي التي يقيمون عليها في هذه الدول، وكذلك أكراد أرمينيا وأذربيجان، وتطالب بدولتين شيعيتين، الأولى تضم شيعة إيران، والثانية شيعة العراق والسعودية في أماكن تركزهم من جنوب العراق إلى الجزء الشرقي من السعودية إلى الأجزاء الجنوبية الغربية من إيران التي يسكنها شيعة عرب، أي دولة شيعية فارسية ودولة شيعية عربية، ويقسم السعودية »او ما بقي منها« الي دولتين، دولة الأماكن المقدسة ودولة أخرى سياسية يقتطع منها أجزاء لصالح دول مجاورة! وكون هذه الخريطة المفترضة صناعة فرد واحد لاينفي أهميتها فكثير من السياسات والخطط التي تتبناها الإدارة الأمريكية تبدأ مجرد فكرة لفرد او رؤية لمجموعة من الباحثين في مركز للدراسات ثم تتبناها في فترة لاحقة الإدارة الأمريكية، وسواء ظلت مجرد فرض أو تحولت إلى سياسة فالمؤكد أن هناك شعوبا وأحزابا وقوي سياسية ودولا وقيادات في المنطقة ستتصدي لها وتسقطها كما أسقطت قيادة الشرق الأوسط الرباعية وحلف بغداد ومبدأ أيزنهاور.. الخ. وفي ضوء هذه السياسة الأمريكية فهناك تطابق أمريكي إسرائيلي بالنسبة لاهداف الغزو الإسرائيلي للبنان المعلنة، وهي تأمين إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين الأسيرين، ونزع سلاح المقاومة اللبنانية »حزب الله« وتراجعه بعيدا عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية إلى مسافة 20 كيلو مترا، ووضع قوة ردع دولية تمنع إطلاق الصواريخ علي إسرائيل، وتحقيق هذه الأهداف يتطلب إتاحة الوقت الكافي لإسرائيل لإنجاز المهمة، خاصة وقد فوجئت بالمقاومة الباسلة لحزب الله والصمود اللبناني وتوحد اللبنانيين في مواجهة العدوان، ولهذا قاومت الولايات المتحدة إصدار قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في سابقة هي الأولى من نوعها، وقالت رايس بعد أسبوعين من الغزو الإسرائيلي أن وقفا فوريا لاطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله لن يؤدي إلا إلى تجميد المشاكل ويبقي علي حزب الله ليعيد تجميع صفوفه ويتسبب بنزاعات مستقبلية. تقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية »أن وقف إطلاق النار لن يستمر مالم يكن جزءا من ترتيبات شاملة تمنع حزب الله من تهديد إسرائيل بالصواريخ والهجمات عبر الحدود، ومالم تسحق إسرائيل حزب الله وهو الهدف الذي عجزت عن تحقيقه..«. وفي ظل هذا المأزق من الطبيعي أن يتراجع مشروع الشرق الأوسط الجديد، خاصة وقوي المقاومة المسلحة والسياسية والشعبية تبدو صاعدة وتكتسب كل يوم أرضا جديدة. | |
|